الاتقان و الاخلاص في العمل

الاتقان و الاخلاص في العمل

من حائط الفيسبوك

الحرب العالمية الثانية بدأت في ١٩٣٧ في آسيا و في ١٩٣٩ في أوروبا و كانت المانيا تراهن على غواصتها كثيرا. لذا فالقوات النازية من باب الاستعداد قامت بتكليف مجموعة من الاشخاص في الفترة من عام ١٩٣٧ الى ١٩٤٠ بقياس قيعان المحيطات و بالذات المحيط الاطلسي. الشغل لتلك المجموعة كان ممل على ما يقارب من ٣ سنوات, لاسيما و هم كلما قطعوا مسافة بسيطة في البحر عليهم ان يأخذوا الاحداثيات و يقومون بقياس العمق في عدة نقط و بدقة و ان يسجلوا تلك النقط في جداول. لو كانوا عمال عرب كانوا قالوا "ياعم هو هتلر حيجي يقيس ورانا النقط" خلينا نرتاح نلعب كوتشينة او نرد-طاوله او نناقش و نسولف و نكمل الجداول في الليل من رأسنا بدل التعب في النهار.

المهم ظلوا على هذا الحال الى ان كملوا المحيط الاطلسي و عندما احضروا الجداول الى الجهة المسؤولة ارادوا ان يرسموا خريطة بموجب تلك القيم . و رسموا القياسات في خريطة على اساس انها للغواصات و هنا كانت المفاجأة فقد اكتشفوا حسب القيم من الجداول سلسلة المرتفعات المغمورة الممتدة في وسط قاع المحيط الأطلسي بين الشمال و الجنوب بموازاة ساحليه الشرقي و الغربي. و قد أطلق عليها "حيد منتصف الأطلسي" . ثم وجد أن في منتصف هذا الحيد أخدود ممتد على طول امتداده. و هذه الخريطة كانت لعلماء الارض اهم حدث من عام ١٩٢٢ عندما نشر العالم الألماني فجر نظرية "زحزحة القارات - اي فرضية أن القارات كانت يومًا ما قارة واحدة عملاقة قبل أن تنقسم و تنجرف إلى مواقعها الحالية" و دليل لما كانوا يبحثون عنه لاسيما و قد تعددت التخمينات, و التي ظهرت على شكل فرضيات و نظريات تشرح كيفية تكوّن السلاسل الجبلية ، و توزع اليابس و الماء الى ذلك الوقت. و لم يأت عام ١٩٦٠ بعد هذه الخريطة إلا و فكرة الصفائح التكتونية قد اكتمل هيكلها و رسخت في الفكر العلمي و شكلت منذ الستينيات من القرن الماضي ثورة في الفكر العلمي لعلماء الأرض, و التي قدمت أساساً لفهم أفضل لشكل سطح الأرض و مظاهره التضاريسية الكبرى. و النظرية لمن لا يعرفها تقول إن طبقة الأرض الخارجية مقسمة إلى صفائح يتجاوز عددها اثنتي عشرة صفيحة بأحجام مختلفة. هذه الصفائح تتحرك و تطفو فوق طبقة من الصهير الصخري عالي الحرارة بنسبة بسيطة.

و الفضل في ذلك يرجع الى إتقان العمل و الاخلاص خلال ما يقارب من ٣ سنوات لعمال لم يفهموا ماذا تعني نظرية زحزحة القارات او نظرية تيارات الحرارة الصاعدة في وشاح الأرض لكنهم تعلموا بسلوكهم مراقبة الذات و بعملهم استطاع العلماء ايجاد الدليل و الاجابة عن اسئلة كثيرة مثل, لماذا يتكرر حدوث الزلازل و تثور البراكين في مناطق محددة من العالم؟ او كيف، و لماذا تشكلت سلاسل الجبال العظمى مثل الهملايا بارتفاعاتها الشاهقة؟ و لماذا سطح الأرض عديم الاستقرار؟ و اخيراً كيف أخذت القارات و المحيطات مواقعها و أشكالها الحالية