خلال الأسابيع القليلة الماضية فكك الأمن المغربي في عملية نوعية خلية نسائية تتكون من 10 نساء تنشطن في مدن مغربية عدة، القنيطرة (غرب) طان طان (جنوب) سيدي سليما (شمال غرب) سلا (قرب العاصمة الرباط)… أقررن حسب مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية (هيئة استخباراتية) بانتمائهن واقتناعهن بأفكار تنظيم “الدولة الإسلامية” في العراق وسوريا.
تزايد اليقظة الأمنية في المغرب قلص من حركة التحاق الشباب بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا وليبيا، التي كانت تعرفها الأقاليم الشمالية في المملكة. مما أدى إلى توالي تساقط الذئاب المنفردة المغربية التي التحقت بالتنظيم أو التي تدعمها أو التي تنوي الالتحاق به، في أكبر حصاد أمني استهدف المتطرفين، جعل تنظيم الدولة يعترف بفشله في اختراق المجتمع المغربي.
المقاتلون المغاربة في التنظيمات الجهادية ..أرقام
مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية عبد الحق الخيام أعلن أن 3 من المقاتلين المغاربة في صفوف التنظيمات الإرهابية في الأراضي السورية – العراقية، ليرتفع بذلك عدد الجهاديين المغاربة العائدين إلى المغرب إلى حوالي 200 مقاتل، من أصل 1622 مغربي جهادي موجود حاليا في الأراضي السورية والعراقية كما أكد ذلك موقع “الأحداث أنفو”، وينقسمون حسب انتماءاتهم وولائهم إلى 864 لتنظيم الدولة في العراق وسوريا، و50 منهم يوالون جبهة “النصرة” التي غيرت اسمها إلى جبهة “فتح الشام”.
الخيام الذي كان يتحدث الأربعاء في افتتاح المؤتمر العاشر للتضامن، المنظم من طرف اللجنة الوطنية للسلم والتضامن ومنظمة تضامن الشعوب الإفريقية والآسيوية، يومي 19 و20 أكتوبر 2016 بالرباط تحت شعار: «معا ضد الإرهاب” ذكر أن 55 مقاتلا مغربيا لقوا حتفهم في القتال الدائر في سوريا والعراق.
فيما يخص النساء المغربيات اللواتي سافرن إلى مناطق نفوذ “الدولة الإسلامية” للإلتحاق بأزواجهن أو عازبات، كشف مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية عددهن يبلغ 226 امرأة عادت من ضمنهن 52 امرأة. فيما قال أنه بلغ عدد الأطفال المغاربة المتواجدين في الأراضي التي تعرف سيطرة التنظيمات الجهادية 329 طفلا عاد منهم 15 طفلا، دائما وفق خبر الأحداث أنفو المغربي.
قيادات مغربية في تنظيم الدولة الإسلامية..
تصنف القيادات المغربية التي تتولى المسؤولية في تنظيم الدولة الإسلامية إلى قيادات عنيفة، وإعلامية، وقيادات عرفت بالقوة، حيث ذكر تقرير صادر عن “مرصد الشمال لحقوق الإنسان” حول هجرة المقاتلين المغاربة المنحدرين من شمال المغـرب إلى سوريا والعراق بين فاتح يناير 2015 إلى 30 يونيو 2015 تتوفر “رأي اليوم” على نسخة منه، أن هذا الصنف عرف بـرباطة “الجأش”، وقوة القتال والمواجهة الميدانية مبرزا أن هذا “هو ما أهله لاحتلال مكانة بارزة في القيادة العسكرية للتنظيم”، ومن أبرز قيادات هذا الصنف:
الجهادي أبو عبد العزيز المحدالي ( 25 سنة ) المقاتل الميداني: المعروف بالأمير أبو أسامة المغربي، ابن مدينة الفنيدق (شمال) الذي عين أميرا عسكريا (قتل في مارس من السنة الماضية)” موضحا أن تنظيم الدولة رثاه من خلال فيديو نشرته (مؤسسة الفرقان للإنتاج الإعلامي).
الجهادي الأمير أبو البراء المغربي: ينتمي حسب التقرير لنفس مدينة أبو عبدالعزيز المحدالي، ويضيف التقرير أن هذا الاسم هو وصف حركي يرجح “أن يكون قد منح لعبد الرحمان العافية، والمنحدر أيضا من مدينة الفنيدق (شمال)”، موضحا أن التنظيم “يرفض .. الإدلاء بآي تفاصيل عن شخصيته والأدوار الموكولة إليه داخل تنظيم تنظيم الدولة”.
الصنف الثاني قيادات احترفت الاعلام: تقرير مرصد الشمال يعتبر أن هذا الصنف من الزعامات عرفت باحترافها للوسائل الإعلامية وتقنيات التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية الإلكترونية حسب التقرير هذه المؤهلات “أهلته .. في كسب نقاط قوة كثير مكنته من التقرب لقيادة تنظيم أبو بكر البغدادي، والترقي السريع في الرتب العسكرية والإعلامية” ومن أبرز وجوه هذا الصنف:
الجهادي اشرف اجويد: تخصص تويتر: وفق التقرير، هذا الجهادي يتحدر من مدينة المضيق” (الشمال) والمعروف “حركيا بأشرف الأندلسي القرشي الحسيني الذي ألحق بالهيئة الإعلامية التي تتكلف بنشر إيديولوجية التنظيم” مبرزا أنه “ينشط بشكل مكثف على الموقع الالكتروني التابع لتنظيم الدولة، والمنبر الإعلامي الجهادي، وشبكات التواصل الاجتماعي ( تويتر) “
الجهادي محمد حمدوش: مهر زوجته كان حزاما ناسفا: ابن مدينة الفنيدق (شمال) يلقب بـ “بكوكيتو أو قاطع الرؤوس″ اشتهر أكثر من غيره من الجهاديين المغاربة المقاتلين في صفوف تنظيم الدولة بسبب التهديدات الإرهابية التي وجهها لكل من المغرب وإسبانيا “على شبكة اليوتوب ومواقع التواصل الاجتماعي” تمكن من بروزه بعد تسريب صورة له “رفقة رؤوس مقطعة” واشتهر بإهدائه حزام ناسف كمهر لفتاة تنحدر من مدينة سبتة المغربية المحتلة من قبل اسبانيا.
التقرير أضاف أن “كوكيتو” تمت “ترقيته إلى رتبة أمير، حيث يترأس كتيبة متكونة من حوالي 300 مقاتل بولاية حلب بعدما كان مجرد مقاتل عادي داخل التنظيم”.
تقارير صحافية، نقلت أخبارا عن مقتل “كوكيتو” أشهر مغربي قاطع الرؤوس، في صفوف تنظيم “تنظيم الدولة” الإرهابي بسوريا، خلال معارك التنظيم مع الجيش السوري قرب مطار “كويرس العسكري نهاية شهر نونبر الماضي”.
جهاديو المغرب في قبضة الشرطة الدولية
الأمن الإسباني يعتقل مغربيا بتهمة التشدد
تمكنت السلطات الإسبانية في بداية شهر شتنبر الماضي من اعتقال مغربي مقيم في اسبانيا بتهمة الترويج للتشدد والتطرف عبر وسائل الإعلام الإجتماعية، وقال موقع سكاي نيوز العربية أن بيان الداخلية الإسبانية ذكر آنذاك أن علامات التطرف ظهرت على المتهم بشكل متزايد على المغربي الذي تم اعتقاله في مدينة مانريسا شمال شرق العاصمة مدريد، بعد اتصاله بناشط عائد مؤخرا من سوريا والعراق.
الدنمارك تجرد مغربي من جنسيته
جردت دولة الدانمرك مواطن مغربي من جنسيته الدانمركية بعد تورطه في التحريض على الإرهاب والحكم عليه بالسجن يوم 30 يونيو 2015
المحكمة الدنمركية التي حكمت على وسام منصور بائع كتب بأربع سنوات في دجنبر الماضي، بعد ثبوت دعمه لتنظيمات إرهابية كالقاعدة وتنظيم النصرة المقاتل في سوريا عبر تعليقات شارك بها إلى جانب نشره لكتب أبو قتادة الداعية الأردني، في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك.
المدعي العام الدنماركي كريستيان براد جونسون أكد في تصريح صحفي “هذه التعليقات (على فيسبوك) تتجاوز بكثير حدود حرية التعبير وهو ما قبلته المحكمة”.
منصور طالب المحكمة عدم ترحيله إلى المغرب مبديا تخوفه من تعرضه للتعذيب هناك، ولكن المحكمة أقرت أن هذا الأمر تختص به سلطات اللجوء وليس من اختصاص القضاء.
البسيج: تفكيك ورصد متواصل للخلايا النائمة والذئاب المنفردة
قبل ثلاثة أسابيع أعلن المكتب المركزي للأبحاث القضائية (البسيج) عن تفكيكه لخلية مكونة من 10 نساء اعترفن بانتمائهن لتنظيم الدولة. الشبكة الجديدة التي تم تفكيكها كانت تستعد للقيام بأعمال إرهابية يوم 7 أكتوبر الذي نظمت فيه الانتخابات التشريعية. وقال موقع القناة الثانية المغربي (دوزيم) الذي نشر الخبر نقلا عن المدير المركزي للأبحاث القضائية بالمغرب إنه قد حجز لدى بعض عناصرها مواد كيماوية تدخل في صناعة العبوات الناسفة، كانت تعتزم تنفيذ عمليات انتحارية باستعمال أحزمة ناسفة.
غير أن تيقظ الأجهزة الأمنية، خصوصا المخابرات المغربية التي رفعت شعار “نكون أو لا نكون” نجحت إلى الآن في استباق هذه الحركات وأفشلت مخططاتهم الإرهابية.
اعتقال روسي بأفكار متطرفة
اعتقلت السلطات المغربية مواطنا روسيا من أصل أذربيجاني يتبنى أفكارا تكفيرية، يوم 29 يونيو الماضي، في مدينة الناضور شمال شرق المملكة.
بيان رسمي نقلته وكالات الأنباء العالمية في 3 يوليو، أنه “غادر موطنه الأصلي عام 2012 باعتبارها “دار كفر” ثم هاجر إلى إيطاليا وإسبانيا قبل أن ينتقل إلى المغرب”. ذات المصادر أكدت أنها ستحيل المتهم إلى القضاء لمحاكمته بعد الانتهاء من التحقيق الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة.
يذكر أن تنظيم الدول اعترف مرارا بفشله في إيجاد موطئ قدم له في المغرب بسبب اليقظة الأمنية في المغرب، التي وجهت ضربات استباقية للخلايا النائمة وللذئاب المنفردة التي تتجول بين المواطنين، نجاح البسيج في حفظ أمن المغرب دفع باقي الأنظمة الأمنية الدولية إلى الاستعانة به في مكافحة الإرهاب لديها، كما فعل مع فرنسا واسبانيا وحتى الولايات المتحدة الأمريكية.. بفضل النهج التعاوني الذي ينهجه الأمن المغربي في علاقته بالأنظمة الأمنية الدولية.