عمان السلام

عمان السلام

المحبة وطن والوطن محبة، وما أصعب الكتابة عن تلك المحبة التي لا تفيها الكلمات حقها، فهناك حب لا يُقال ولا يُكتب لكنه يُعاش، وقد لا يدرك البعض عمق هذه المحبة إلا حين يبتعد، ويكتوى بنار الشوق والحنين، لكني ما كنت بحاجة للبعد يا وطني كي أكتشف محبتك، وما كنت بحاجة لمن يخبرني عنك فأنا أعرفك قبل أن أعرف نفسي، لم أكن بحاجة لأن أحلّق للأعلى لأطلّ عليك من نافذة بعيدة معلّقة في الفضاء فأراك جميلاً ساحراً في بحرك وجبلك وصحرائك الواسعة، لم أكن بحاجة لأن أختبر عشقي لك في بُعد متعمد، فأنا لا أطيق بُعداً ولا أحتمل شوقاً لوطن أحمله معي أينما كنت شعوراً رائعاً بالانتماء والفخر لكل ما أنا فيه من سحر العشق الذي يفتن قلبي بك، فأنا عمانية وأكتفي بذلك، تلك الكلمة التي أرتديها ثوباً زاهياً وأعيشها أخلاقاً عمانية أصيلة وقيماً وسلوكاً أتعامل به مع الآخر بمحبة خالصة.

في كل سفر يجد العماني أن عمان قد سبقته سمعة حسنة، فيكون مرحّباً به أينما حلّ، فعمان السلام وقائدها رجل السلام، ليكون الفخر وكل الفخر في حياته أنه عماني، فيا لهذا الوطن الذي خُلقت محبته فينا قبل وجودنا، فكانت محبته فطرة، ويا لهذا الوطن الذي يسكننا ونسكنه، ويا لهذا الوطن الحبيب الذي لا يمكن قياسه بمساحة أرض أو حدود خريطة، أنه كبرياء النخلة وشموخها، وكرم الصحراء وامتداها، وثبات الجبل ورسوخه وعمق البحر وفيضه وعطائه.

عمان حكاية التاريخ لحضارة عريقة، عمان السلام والمحبة، فكيف بمثل هذا الحب لا يكون والمحبة عمانية، عمان التي لا تتدخل في شؤون الغير لكنها تسعى من أجل حياة الغير وسلامه، فيحبك الآخر ويتقبلك لأنك عماني، ولأنك تحمل الهوية العمانية ولأنك لا تشبه سوى عمانيتك ولأن العماني لا يتغير ولا ينسلخ من جلده ولا يغير لونه ولا اسمه ولا ثوبه ولا هويته ولا أخلاقه ولا سلوكه.

العماني أينما كان في كل زمان ومكان هو العماني الطيب الدمث الأخلاق، المتسامح الودود المُحب لكل من حوله، لا يحمل حقداً على أحد، فيكفي أن تكون عماني ليحبك الآخر، ويكفي أن تكون عماني لتكون عمانيتك جواز سفرك للمرور بثقة ويقين، ويكفيك في الحياة فخراً أن تكون عماني، فلا شيء في هذه الحياة أجمل من أن تحمل هذه الهوية وسام شرف وجناح سلام، فعمان المحبة وعمان السلام.

* نقلاً عن جريدة عمان