مسقط والدور الريادي المنظور في السلام

مسقط والدور الريادي المنظور في السلام

 

غادر الوفد العماني صنعاء وحمل معه آمال وتطلعات مايزيد عن عشرين مليون يمني ، قلوبهم تتوق الى السلام وعيونهم شاخصة الى مسقط في انتظار قبس من نور او شعلة من سلام مفقود.

ولعل المتابع للواقع اليمني يدرك ان هذه المرة الثانية التي يرتفع فيها منسوب الأمل في طي صفحة الحرب اليمنية او تحريك الملف اليمني الراكد منذ المرة الأولى في مفاوضات الكويت على الرغم من التعقيدات التي تراكمت بالملف اليمني منذ تلك الفترة.

يخشى اليمنيون ان يصابون بإحباط أخير لاسيما ان خيبات الأمل المتراكمة من دور الأمم المتحدة في الملف اليمني ودور مندوبيها ولد لدى الشعب اليمني قناعة بحتمية الفشل لاي دور للامم المتحدة، لذلك فالأمل الممزوج بالخوف والترقب يبدو مبررا" اذا ما نظرنا للمعاناة اليمنية والتجاذبات الدولية والاقليمية التي جعلت من الملف اليمني بازار" للصفقات في المنطقة.

اما الأمل بدور مسقط فهو نتيجة مقاربة للواقع وللدور العماني الذي نجح في تقارب وحلول الكثير من ملفات المنطقة وقربها من كافة الاطراف اليمنية واطلاعها على الملف منذ البدايات الأولى.

بيد اننا بحاجة الى ان نقدم قراءة واقعية الى ضرورة النظر الى الملف اليمني من منظور يتجاوز الفشل الذريع للأمم المتحدة ومندوبيها وهو امر نؤمن ان مسقط على اطلاع بتفاصيله وتعقيداته.

فلطالما استمدت الامم المتحدة والسياسات الغربية قراتها للواقع اليمني من منظور قاصر اعتمد على تشخيص بعض المراكز او الدبلوماسيين القدماء الذين قدموا الواقع اليمني من منظور سطحي لا يقارب اي تعقيدات بنيوية للمجتمع اليمني وهو امر قاد الى قرارات خاطئة او حلول فاشلة ومجتزئة.

ولعل من الجيد التذكير اننا في بداية الحوار الوطني تحدثنا عن الاسباب التي تؤدي الى فشل الحوارات والمبادرات وتطرقنا الى انه يجب النظر الى الواقع اليمني من منظور اجتماعي وقبلي قبل ان يتم النظر اليه من زاوية الأحزاب والمكونات السياسية.

واليوم نعيد ونذكر كافة الاطراف المهتمة بالملف اليمني ان الحلول في اليمن والمبادرات يجب ان تراعي الابعاد الاساسية في بنيته وتعقيداته وان يتم توسيع دائرة الاستشارات بعيد عن الوجوه المكررة من الاحزاب والتي كانت السبب الرئيس للازمات اليمنية المتلاحقة وافشلت كل الجهود الدولية والاقليمية في صناعة السلام في اليمن، وعلينا ان نتكلم بصدق وبصوت مسموع ان اليمن اكبر من ان يتم اختزالة بوجوه شاخت وهرمت وتفننت في صناعة الازمات وتدوير الحروب فصانع الحرب لن يكون رسول للسلام حتى يلج الجمل في سم الخياط.

وما نأمله اخيرا" ان يقدم الجميع التنازلات لانقاذ ما يمكن انقاذه فالدور العماني هو اخر دور يمكن ان نعول عليه ونبني عليه الأمال واي افشال لهذه الجهود فهو دفن لأمال وتطلعات البسطاء لمسار السلام في اليمن ومزيدا" من الدم والدمار.

حفظ الله اليمن وحفظ الله ابنائها وكل شقيق يسعى بروح صادقة للحلول فيه.