فيضانات اليمن مستمرة والخسائر في ارتفاع

فيضانات اليمن مستمرة والخسائر في ارتفاع

تحوّل التغيّر المناخي في اليمن إلى تحدٍ جديد للحكومة والسلطات المحلية في صنعاء. فعلى مدى الأسبوعين الماضيين تسببت سيول الأمطار بوفاة العشرات من المواطنين في العاصمة صنعاء ومحافظات حجة والجوف وذمار، وشردت الآلاف من الأسر، وأدت إلى تدمير العشرات من المنازل وتضرر المئات جزئياً.

مصدر أمني في صنعاء، أكد وجود خطر كبير يتهدد عشرات المنازل التاريخية في صنعاء القديمة جرّاء تواصل هطول الأمطار منذ أكثر من أسبوع، وأشار إلى أن عشرات الأسر اضطرت للنزوح من منازلها الطينية القديمة خشية انهيارها بعد أن تضررت بشكل جزئي. وأرجع المصدر سبب الأضرار الكبيرة التي تهدّد البيوت التي يعود بناؤها إلى نحو 1000 عام، إلى تأثّرها بغارات طيران التحالف على المدينة القديمة، والتي أدّت إلى تضرر قرابة أكثر من 1500 منزل، إضافة إلى تهدّم العديد منها نتيجة الغارات التي استهدفت المدينة والعاصمة لأكثر من سبعة أعوام متتالية.

مركز الإعلام الأمني في صنعاء أكد سقوط أربعة منازل، اثنان في صنعاء التاريخية، نتيجة سيول الأمطار، وأشار إلى أن مصلحة الدفاع المدني في المدينة أنقذت أربع أسر الجمعة من موت محقق بعدما تضرّر منزلهم الواقع في شارع تونس وسط صنعاء. ووفقاً لغرفة عمليات صنعاء القديمة، فإن الأمطار التي هطلت مؤخراً أدت إلى تضرر أكثر من 200 منزل، سقطت أسقف 30 منها. وفي ظل انعدام أي دور إنساني للمنظمات الدولية، دعت «الحملة الوطنية لإنقاذ صنعاء التاريخية» المنظمات الدولية والـ«يونيسكو» إلى القيام بدورها ومسؤولياتها تجاه المنازل التاريخية والأثرية المهددة بالانهيار، والحفاظ على الطابع التاريخي لمدينة صنعاء القديمة.
هذه الأمطار العزيزة ضاعفت معاناة عشرات الآلاف من الفقراء والمعدمين الذين يسكنون في مدن من الصفيح، وجرفت أودية زراعية في محافظات حجة والجوف وصنعاء وذمار. 
مصادر إغاثية في صنعاء قدّرت أعداد ضحايا سيول الأمطار الناتجة عن منخفضات جوية، بأكثر من 100 حالة، ولفتت إلى أن التوجيهات قضت بتحرك عدد من الهيئات الوطنية كـ«الزكاة» و«الأوقاف» إلى جانب «المجلس الأعلى للشؤون الإنسانية» لإغاثة الأُسر المنكوبة، فضلاً عن تكليف لجنة رئاسية بإغاثة الأسر المنكوبة في محافظة الجوف، جرّاء تدفق سيول الأمطار وإغراق منازلهم وجرف أراضيها الزراعية. رغم ذلك، تفيد المصادر بأن الاستجابة الإغاثية لا تزال محدودة في ظل اتساع الأضرار واستمرار المخاطر على السكان في مختلف المحافظات التابعة لصنعاء بشكل عام، وعلى النازحين في المخيمات في محافظات حجة وصنعاء ومأرب والجوف بشكل خاص. خصوصاً وأن السيول أدّت إلى انقطاع الطرقات الرابطة بين المحافظات الشمالية والجنوبية، وأعاقت حركة النقل الثقيل وتسببت بحوادث مميتة للشاحنات العاملة في نقل البضائع من الموانئ اليمنية.
يُذكر أنه في العام 2020، أدّت سيول الأمطار إلى وفاة 70 يمنياً، منهم 49 غرقاً، و10 تحت أنقاض المنازل المهدّمة، و11 نتيجة سقوط الصخور، و13 إصابة موزعة على طفيفة ومتوسطة وبليغة. كما سجلت المصلحة 909 أضرار، منها 462 تهدم منازل، و162 انهيار صخري، وغرق 126 آلية، وانهيار سد واحد، ونفوق 36 رأس ماشية، وجرف 56 كلم مربع من الأراضي الزراعية.