عادات وتقاليد الزواج في الأرياف اليمنية تفتك بحقوق المرأة وقد تؤدي أحياناً إلى الانفصال بين الزوجين وكله بسبب ما يسمى بالزواج النبل او الشغار .
وأثناء زيارتنا الى إحدى المناطق في ريف تعز وجدنا العديد من القضايا المتعلقة بمايسمى زواج الشغار التي خلفت وراءها ضحايا كثيرة.
تروي لنا " سعود " التي تبلغ من العمر 35 عاما أنها تزوجت مرتين في عملية شغار ولكنها لم تعرف الاستقرار في بيت زوجها بسبب أنه إذا حصل خلافات بين أخوها وزوجته واتت زوجة اخيها الى منزل ابوها هي تقوم في مغادرة منزل زوجها حتى ولو لم يكن هناك أي خلافات بينها وبين زوجها .
وتقول سعود أنه لم يستمر هذا الزواج إلا فترة قصيرة لم تجاوز الثمانية أشهر فقط ومن هناك تم الطلاق ورغم أن زوجها كان قد قام بدفع المهر الى أبوها لكي يستمرون في الزواج ولكن العادات والتقاليد في المنطقة قاموا بالمعياره أنها فضلت زوجها على أخوها مما جعلها تصر بعدم العودة الى منزل زوجها مهما كانت الأسباب.
وتضيف "سعود" انه في العادة يفروض الآباء على كل أخ يدفع حقوق أخته وهنا تصبح المرأة محرومة من كل حقوقها بسبب هذا الزواج الذي يعد مكروه بالدين الإسلامي .
معاناة النساء بزواج الشغار.
تعاني المرأة الريفية من الظلم والحرمان من قبل الأسرة التي تقبل بهذا الأمر.
وتقول "ز-ي-ح" أنها مازالت تعاني من هذا الزواج هي وعديلتها منذ سبع سنوات وهن مهاجرات في منازل والديهما ورغم أن لهن أولاد .
وتضيف أنهن اصبحن لا متزوجات ولا أرملات ، حيث ان أزواجهن قد تزوجوا بنساء غيرهن وجعلوهن يذوقين الألم والمعاناة وبدون اعطائهن حتى المصاريف المشروعة في قانون الأسرة اليمنية وكل ذلك بسبب قلة وعي الأسر الريفية مما يجعل المرأة ترغم على الصمت والسكوت على حقوقها المكفولة لها بالقانون .
عادات وتقاليد سيئة
هناك شغار آخر يزيد النساء معاناة أكثر ويؤدي إلى ضياع حقوقهن وكذلك حدوث الطلاق ويدمر العلاقة الزوجية السعيدة التي كان بين الزوجين.
تحدثت "و-خ-ع" بأنها كانت متزوجة منذ فترة قصيرة وتعيش أفضل حياة مع زوجها وأسرته ولكن بعد ذلك تم زواج خالها من أخت زوجها ومن هنا بدأت المشاكل الأسرية مما جعل أمي تقف مع أخوها ورفضت رجوعي الى منزل زوجي إلا برجوع زوجة خالي التي هي اخت زوجي التى حصلت خلافات بينها وبين أسرة زوجها .
وتقول أن المشاكل زادت بين اسرة زوجها واسرة خالها حتى وصلوا إلى المحكمة وتم ربطي بقضية زوجة خالى والسبب كله والدتي ووالدي الذان وقفوا مع اسرة خالي ولم يراعون مصلحتي مع زوجي مما جعلني أرفض العودة الى منزله بسبب القيود المفروضة علي من قبلهم.
من جانب ديني
تحدث المحامي صادق العامري بأنه مكروه شرعاً، الحكمة في ذلك عند الله ولكن من خلال تعايشنا مع ذلك نجد ان فيه ظلم للنساء حيث لم تسلم لها مهرها او صداقها دون رضاها
ولكن مايجري في منطقتنا أعتقد ليس هو الشغار ان كان يتم البدل في المهر الذي نسميه العدة او الواجب الا ان المهر المؤجل يسمى في العقد والبنت تاخذ صداقها ، بينما الشغار لم يسلم فيه للنساء شيء
ويقول العامري مايتوقع ان يخلق ذلك الزواج من خلافات تنعكس سلبآ على الزوجين واسرتيهما من حيث وجود خلاف بين زوجين أدى إلى الطلاق او الهجر الطويل يترتب عليه نفس السلوك في الزوجين الأخرين وكذلك يؤدي الي تحميل أعباء مكلفة في حال كان أحدهم ميسر والآخر معسر ان من طلب بيت وكسوة ووو،، مثل اخت زوجها.
الحلول المقترحة .
يقول العامري ان حصل ذلك على الأقل للتخفيف من مساوئ الزواج
مادام ان كل أسرة ستتحمل تكاليف الحفل والكسوة لبنتهم وتوفير متطلباتها عند الزفاف كحل ومعالجة فكرية تتقبلها النساء
يتم الاتفاق ان يزوج كلآ منهما الأخر بشرط أن يقوم بتوفير متطلبات زوجته من حفل واكسسوارات وملابس وكل متطلبات العرس
انا أعتقد هو الحل الأول
اما الثاني ان لايقترن الزواج مثلآ يزفوا بيوم واحد اوبشهر يعني كل واحد في وقت
ويكتب في العقد مهر مؤجل للزوجة مايقارب المهر الحقيقي المدفوع مقدمآ.
عدن الغد - موسى المليكي