ايزيدية تطالب بمحاكمة قادة تنظيم الدولة الإسلامية بتهم الإبادة

ايزيدية تطالب بمحاكمة قادة تنظيم الدولة الإسلامية بتهم الإبادة

تقول ناديا مراد، الايزيدية العراقية التي عانت كابوساً لثلاثة اشهر من العبودية الجنسية لدى تنظيم الدولة الاسلامية، انها تريد ايصال رسالة الى قادة العالم بأن قادة الجهاديين يجب ان يحاكموا بتهمة الإبادة. وتقول الشابة البالغة من العمر 23 عاماً بعد فرارها بفضل هوية دينية مزيفة قبل سنتين، “يجب الإعتراف بوقوع ابادة”. وفيما تشن القوات الحكومية العراقية هجوماً ضد تنظيم الدولة الاسلامية مكنها من استعادة السيطرة على مدينة الفلوجة في غرب العراق الأحد، يسعى محققو الأمم المتحدة مجدداً الى تحقيق العدالة لضحايا الجهاديين. والايزيديون اقلية ليست مسلمة ولا عربية، تعد اكثر من نصف مليون شخص ويتركز وجودها خصوصاً قرب الحدود السورية في شمال العراق. ويقول الايزيديون ان ديانتهم تعود الى آلاف السنين وانها انبثقت عن الديانة البابلية القديمة في بلاد ما بين النهرين. ويرى آخرون ان ديانتهم خليط من ديانات قديمة عدة مثل الزردشتية والمانوية. ويكن تنظيم الدولة الاسلامية عداء شديداً لهذه المجموعة الناطقة بالكردية باعتبار ان افرادها “كفار”. في العام 2014، قتل عناصر تنظيم الدولة الاسلامية اعداداً كبرى من الايزيديين في سنجار في محافظة نينوى في شمال العراق، وارغموا عشرات الآلاف منهم على الهرب، فيما احتجزوا آلاف الفتيات والنساء كسبايا حرب. وأعلنت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة حول حقوق الانسان في سوريا في وقت سابق هذا الشهر، انها جمعت ادلة تثبت ان تنظيم الدولة الاسلامية يواصل ابادة ضد الايزيديين. وذكرت اللجنة المكلفة التحقيق من مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة، ان “آلاف النساء والبنات ما زلن اسيرات وضحايا انتهاكات في سوريا ويخضعن في معظم الأحيان للعبودية”. وفيما يشيد القادة العراقيون بانتصاراتهم الأخيرة على تنظيم الدولة الاسلامية في الفلوجة ويستعدون لعملية جديدة لطردهم من معاقل اخرى في شمال البلاد مثل الموصل، شددت مراد على انه يجب عدم نسيان ضرورة المحاسبة. – ارغام على اشهار الاسلام – واحتجز مسلحو تنظيم الدولة الاسلامية ناديا مراد في قريتها كوشو قرب بلدة سنجار في آب/اغسطس 2014 واقتادوها الى الموصل. وقالت “اول شيء قاموا به هو ارغامنا على اشهار الاسلام”، مضيفة “بعد اعتناق الاسلام، فعلوا ما يشاؤون بنا”. وفي خطاب ألقته في كانون الاول/ديسمبر امام مجلس الأمن الدولي، روت مراد تفاصيل “زواجها” من احد خاطفيها من تنظيم الدولة الاسلامية والفظاعات التي تعرضت لها. وقالت “لم يعد بامكاني تحمل المزيد من الاغتصاب والتعذيب”، لذا قررت الفرار. وخلال هربها الى الموصل، قالت مراد انها كانت خائفة من الا يستقبلها احد، لكن في نهاية المطاف وجدت ملجأ مع عائلة مسلمة في المدينة. واضافت “اصدروا لي بطاقة هوية اسلامية” استخدمتها لعبور الحدود الى كردستان العراق. وعاشت مراد في كردستان العراق في مخيم مع النازحين بدعم من منظمة “يزدا”، اي “مبادرة ايزيديون عبر العالم”، ثم نقلت الى المانيا حيث تقيم حالياً مع شقيقتها. – “خارطة طريق لملاحقات” – واعتبرت الامم المتحدة ودول غربية عدة السنة الماضية ان هجوم تنظيم الدولة الاسلامية على الايزيديين يرقى الى جهد ابادة متعمدة بهدف القضاء على هذه الأقلية بكاملها. وقدمت اللجنة في وقت سابق هذا الشهر أدلة واضحة لدعم هذه المطالبة. ووصفت العضو في اللجنة والمدعية الدولية السابقة كارلا ديل بونتي تقرير اللجنة بأنه “خارطة طريق لملاحقات قضائية”. وقال المحققون في تقريرهم استناداً الى افادات شهود، ان التنظيم الجهادي ما زال يحتجز حوالى 3200 ايزيدي معظمهم في سوريا، موضحين ان النساء يعاملن في اطار استعباد جنسي بينما يتم تعليم الفتيان العقيدة واستخدامهم في المعارك. لكن احالة ملف جرائم جماعية الى المحكمة الجنائية الدولية غالباً ما يصطدم بعراقيل في مجلس الأمن الدولي لأسباب سياسية. وعبر اعضاء اللجنة عن املهم في ان يتم التحقيق في ملف الايزيديين في مقر المحكمة في لاهاي، لان تنظيم الدولة الاسلامية لا يحظى بدعم سياسي علني من جهة معينة. وأجهشت مراد التي رشحت مع 376 شخصاً ومنظمة لجائزة نوبل للسلام، بالبكاء حين روت امام مجلس الأمن الدولي معاناة افراد مجموعتها الذين يعتبرون ان الأسرة الدولية تخلت عنهم. وقالت الاسبوع الماضي في جنيف خلال مناسبة لمجلس حقوق الانسان ان الغضب سيتصاعد اذا لم تتم المحاسبة على محاولة تنظيم الدولة الاسلامية ابادة الايزيديين. وخلصت الى القول متوجهة الى اعضاء المجلس “لكي تستعيدوا ثقة الايزيديين، يجب القيام بالكثير من العمل”.