السعودية تمد يدها لغزة.. محطات تحلية تنقذ الغزيين من العطش

السعودية تمد يدها لغزة.. محطات تحلية تنقذ الغزيين من العطش

 في وقت تشتد فيه أزمة المياه في قطاع غزة نتيجة الحرب الإسرائيلية، وتدمير آلاف آبار المياه والخطوط الناقلة، دشن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية المرحلة الأولى من مشروع تركيب محطات تحلية المياه في القطاع، للتخفيف من آثار الأزمة.

وينتظر أن تسهم محطات التحلية التي أسهمت السعودية في تركيبها بتخفيف أزمة المياه بالمناطق المستهدفة منها، وتقليل انتشار الأمراض المعدية بسبب عدم توفر مياه صالح للشرب للنازحين وسكان قطاع غزة.

ونفذ المشروع من خلال المركز السعودي للثقافة والتراث الشريك المنفذ لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في القطاع، حيث جرى تسلم محطات التحلية من الشركات المنفذة وتركيبها في مواقع حيوية بقطاع غزة، بهدف ضمان وصول الخدمة إلى 300 ألف فرد في محافظتي خان يونس والوسطى.

رئيس المركز السعودي للثقافة والتراث في غزة عصام أبو خليل، أكد أنه جرى تدشين المرحلة الأولى من مشروع محطات تحلية المياه في قطاع غزة التي تعمل بالطاقة الشمسية، وهي امتداد للحملة الشعبية التي أطلقها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.

 وقال أبو خليل إن "مشروع محطات التحلية التي تعمل بالطاقة الشمسية هو من المشاريع الاستراتيجية التي تعمل السعودية على تنفيذها للتخفيف من أزمات قطاع غزة وإغاثة الشعب الفلسطيني".

وأضاف أبو خليل: "هناك العديد من المشاريع التي تعمل عليها السعودية من خلال شركائها في الأمم المتحدة، وفيه رسالة واضحة أن المملكة لم تترك الشعب الفلسطيني في غزة خلال الحرب".

وأوضح أن مواقف السعودية واضحة في رفض العدوان الإسرائيلي، والعمل على الاعتراف الدولي بدولة فلسطين.

 وبين أنه منذ وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، عززت السعودية -بتوجيهات من العاهل السعودي- وكثفت من جهود الإغاثة لسكان القطاع، حيث تسير آلاف الطرود الغذائية حالياً من خلال الجسر الجوي والبحري والبري.

وأشار إلى أن السعودية تعمل على توزيع طرود الإيواء والخيام، وحقائب النظافة الشخصية، وكميات كبيرة من المواد التي تطعم المطابخ في قطاع غزة، إضافة إلى العديد من المشاريع الاستراتيجية التي ستنفذ خلال الأيام القادمة.

وحول إعادة الإعمار، أوضح أن السعودية سيكون لها دور في بناء الإنسان الفلسطيني سواء معنوياً أو تعليمياً من خلال دعم "الأونروا"، وبناء المدن الفلسطينية حيث كانت المملكة سابقاً من أوائل الدول التي أقامت أحياء سكنية داخل القطاع، والتي كان منها الأحياء السعودية في رفح جنوب القطاع وشماله.

ولفت إلى أن السعودية تعمل على إدخال المعدات التي تسهم في فتح الطرق وإزالة الركام، مبيناً أنه منذ عام 1948 تعد السعودية المانح الأول للشعب الفلسطيني، وسيكون دورها ريادياً خلال إعمار قطاع غزة.
 
أزمة المياه

يعاني قطاع غزة من أزمة مياه تهدد حياة أكثر من مليون و200 ألف شخص، في ظل تدمير شبه كامل للبنية التحتية وانقطاع مصادر الطاقة، مما خلق واقعاً إنسانياً مأساويا يتطلب تدخلاً عاجلاً لإنقاذ المدنيين من العطش والأمراض.

وتسبب العدوان الإسرائيلي وحظر دخول الوقود بشلل محطات تحلية المياه، إضافة إلى ذلك أدى إغلاق خطوط المياه الرئيسية إلى انخفاض حاد في كمية المياه المتاحة للسكان.

منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" أكدت أن نحو مليون شخص -من بينهم 400 ألف طفل- يحصلون حالياً على ستة لترات فقط من الماء للشخص الواحد يومياً، بانخفاض عن المتوسط ​​السابق البالغ 16 لتراً.

وحذرت المنظمة، وفقاً لبيانات نشرتها عبر موقعها الإلكتروني، من أن هذه الكمية قد تنخفض إلى أقل من أربعة لترات يومياً في حال نفاد الوقود في الأسابيع المقبلة، وهو ما من شأنه أن يجبر العائلات على الاعتماد على مصادر مياه غير آمنة، مما يزيد بشكل كبير من خطر تفشي الأمراض، وخاصة بين الأطفال.

أزمة المياه أيضاً تسببت بتسجيل نحو 40 ألف حالة إصابة بالتهاب الكبد الوبائي (أ) في ملاجئ وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ومراكزها الصحية، منذ أكتوبر 2023، وفقاً لبيانات صادرة عنها.

ويعد التجفاف والتهاب الكبد الوبائي (أ) من المخاطر الصحية الناتجة عن أزمة المياه، حيث يمكن أن يؤدي نقص المياه النظيفة إلى أمراض عديدة مرتبطة بجودة الماء كالإسهالات والأمراض الجلدية، لكن عدم وجود مياه كافية أيضاً يمكن أن يؤدي ببساطة إلى الجفاف.