انتهت المباحثات التي جمعت دونالد ترامب وشي جين بينغ في كوريا الجنوبية، الخميس، بهدف التوصل إلى هدنة في الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، بعد وقت قصير من إعلان الرئيس الأميركي أن بلاده ستستأنف التجارب النووية.
وأثنى ترامب على شي ووصفه بأنه "مفاوض قوي للغاية" أثناء مصافحتهما في بوسان، وقال "سيكون لدينا تفاهم كبير، لقد كانت لدينا دائمًا علاقة رائعة".
من جهته، قال الرئيس الصيني لنظيره الأميركي إنه رغم أن بلديهما لا يتفقان دائمًا في وجهات النظر، يجب أن يسعيا لأن يكونا "شريكين وصديقين".
وقال شي في بداية المحادثات "يمكن الصين والولايات المتحدة أن تتحملا المسؤولية بشكل مشترك كدولتين عظميين، وأن تعملا معًا لإنجاز المزيد من الأمور العظيمة والملموسة لصالح بلدينا والعالم".
ومع اختتام القمة، أظهر البث المباشر ترامب وشي يغادران قاعدة جيمهاي الجوية معًا مبتسمين قبل أن يتبادلا المصافحة الأخيرة، ليتجه بعدها الرئيس الأميركي إلى طياراته مغادراً إلى البيت الأبيض.
وصرح ترامب على متن الطائرة الرئاسية إن اجتماعه مع الزعيم الصيني كان "نجاحا كبير"، معلنا أنه سيتوجه إلى الصين في إبريل/نيسان لإجراء محادثات جديدة.
وقال "سأذهب إلى الصين في إبريل، وسيزورني هو في وقت لاحق، سواء في فلوريدا أو بالم بيتش أو واشنطن العاصمة"، مؤكدا أنهما "أنجزا الكثير من الأمور" خلال محادثات الخميس في بوسان بكوريا الجنوبية،
مشيدا بشي جين بينغ باعتباره "زعيما عظيما لدولة قوية جدا". وأردف: "على مقياس من 1 إلى 10 فإن الاجتماع مع شي كان 12".
أوكرانيا وروسيا
وأشار ترامب إلى اتفاقه مع الرئيس الصيني خلال المحادثات على "العمل معا" بشأن الحرب في أوكرانيا.
وصرّح للصحافيين "كانت أوكرانيا محل اهتمام كبير. تحدثنا عنها مطولا، وسنعمل معا لنرى ما إذا كان بإمكاننا تحقيق شيء ما". وأعلن أن محادثات تجري بالفعل مع روسيا بشأن نزع السلاح النووي.
تايوان ليست على الطاولة
ولفت ترامب إلى أنه لم يناقش قضية تايوان مع الرئيس الصيني، قائلا: "لم يتم التطرق إلى (قضية) تايوان أبدا".
كوريا الشمالية
وفي ملف كوريا الشمالية، قال الرئيس الأميركي إنه كان "مشغولا" للغاية للقاء الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون خلال زيارته هذا الأسبوع كوريا الجنوبية، لكنه أكّد أنه قد يعود. وقال ترامب "كانت لدي علاقة رائعة مع كيم جونغ أون".
اتفاق معادن
وأعلن الرئيس الأميركي التوصل في الاجتماع مع شي إلى اتفاق قابل للتجديد لمدة عام بشأن توريد المعادن النادرة الحيوية. وأضاف "تم التوصل إلى اتفاق بشأن جميع العناصر الأرضية النادرة، وهذا يهم العالم أجمع"،
مشيراً إلى أن الاتفاق يسري لمدة عام وسيُعاد التفاوض عليه سنوياً. كما أعلن عن عزمه تخفيض رسوم الفنتانيل على الصين إلى 10% من 20%.
وأشار الرئيس الأميركي إلى أنه لم يناقش مسألة شرائح الذكاء الاصطناعي المتطورة "بلاكويل" من إنتاج شركة إنفيديا خلال محادثاته مع الرئيس الصيني.
وتراجع ترامب عن تصريحات أدلى بها قبل يوم حول إمكانية مساعدة الشركة على تصدير نسخة مصغرة من منتج حالي رائد يعد عنصرا أساسيا في سباق الذكاء الاصطناعي.
وقال ترامب "نحن لا نتحدث عن شرائح بلاكويل" رغم أنه قال أمس الأربعاء في طريقه إلى كوريا الجنوبية إنه قد يناقش المسألة مع الزعيم الصيني.
كما أعلن ترامب أن الصين ستشتري فورا "كميات هائلة" من فول الصويا ومنتجات زراعية أخرى من الولايات المتحدة.
وقال إن الصين "ستشتري فورا كميات هائلة من فول الصويا ومنتجات زراعية أخرى " من الولايات المتحدة.
وتعتبر الصين سوقا مهما للمزارعين الأميركيين الذين ينتجون فول الصويا، لكنها كانت جمّدت استيرادها منهم، على خلفية التوتر التجاري بينها وبين الولايات المتحدة.
وحضر الاجتماع عدد من المسؤولين الأميركيين من أبرزهم وزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الخزانة سكوت بيسنت، ووزير التجارة هاورد لوتنيك.
ومن الجانب الصيني، يشارك في المحادثات خصوصًا وزير الخارجية وانغ يي، ووزير التجارة وانغ وينتاو، ونائب رئيس مجلس الدولة هي ليفنغ.
وقد أدى النزاع بين الصين والولايات المتحدة، والذي يشمل كل شيء من المعادن النادرة إلى فول الصويا ورسوم الموانئ، إلى زعزعة الأسواق وشلل سلاسل التوريد لأشهر.
وعقب محادثات تحضيرية مثمرة أجراها مفاوضون من الطرفين، قال ترامب، الأربعاء، وهو في طريقه إلى كوريا الجنوبية، إن "الكثير من المشكلات ستحل".
وأضاف "كنا نتحدث معهم... أعتقد أننا سنحصل على نتيجة جيدة جدًا لبلدنا وللعالم".
لكن وزارة الخارجية الصينية كانت أكثر حذرًا وقالت إن شي وترامب سيجريان محادثات "معمقة" حول "القضايا الرئيسية".
وقال الناطق باسم الوزارة غوه جياكون "نحن على استعداد للعمل مع الجانب الأميركي لضمان أن يسفر هذا الاجتماع عن نتائج إيجابية ويقدم توجيهات جديدة ويضخ زخمًا جديدًا في التنمية المستقرة للعلاقات الصينية الأميركية".
الإعلام الصيني: لا اختراقاً محلوظاً
في تعليقها على القمة، لفتت وسائل إعلام صينية، أن الاجتماع كان أقصر بقليل من القمم السابقة رفيعة المستوى بين زعيمي البلدين على هامش فعاليات متعددة الأطراف.
وذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون الصينية الرسمية أن القمة بين ترامب وشي استمرت نحو ساعة و40 دقيقة.
وكانت القمم السابقة التي عُقدت على هامش فعاليات مثل منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (APEC) ومجموعة العشرين تستغرق أكثر من ساعتين، وامتد بعضها إلى أربع ساعات.
ونقلت صحف صينية عن خبراء قولهم إنه لم يتم تحقيق أي اختراقات ملحوظة، لكنهم يرون إمكانية اتخاذ خطوات تدريجية نحو تهدئة متبادلة للتوترات بين البلدين نتيجةً للقمة.
وتوقع هؤلاء تنازلات محدودة، مثل وقف تصعيد الرسوم الجمركية، أو زيادة المشتريات الزراعية، أو تعديل سياسات الصين المتعلقة بالمعادن النادرة.
بينما قال آخرون إن الخلافات الهيكلية العميقة بشأن قضايا تتراوح من ضوابط تصدير التكنولوجيا الفائقة والمعادن النادرة إلى تايوان وبحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي، أدت إلى حبس العلاقة في دوامة غير متناهية.


30 اكتوبر, 2025
2029 


مساحة حرة
الأكثر قراءة
الأكثر تعليقاً




