حين كنت طالباً في المدرسة فإن أول شيء عرفته وقرأته مع وبعد الكتاب المدرسي هي المجلات الكويتية ( العربي – اليقظة - النهضة ...) فأرتسمت هذه الدولة بذاكرتي وطن كوطني وكلما كبرت كبر هذا الشعور معي خاصةً وأنا أرى مدرسة الكويت , ومستشفى الكويت وكذلك الجامعة وكلية الطب , عوضاً عن المشاريع العديدة التي شملت كل جوانب التنمية المختلفة .
لذلك فنحن اليمنيون سنظل على ارتباط اخوي , وثيق بهذا الوطن (الكويت ) فمن لم يدرس بالمدرسة التي بنتها الكويت تعلم بالجامعة التي بنتها الكويت ,ومن لم يلتحق بالكلية التي بنتها الكويت تعالج في مستشفى الكويت , والذي لم يدرس في المدرسة ولا في الجامعة التي بنتها الكويت ولم يتلقي العلاج في مستشفى الكويت بلا شك انه قراء مجلة العربي والنهضة واليقظة والوطن والرأي ....... أي انه انتهل من الثقافة والمعرفة التي قدمتها الكويت .
لقد قدمت الكويت لليمن بسخاء ودون أي اجندات سياسية سوى الشعور الأخوي والعربي وهو الأمر الذي صار يتوجب علينا جميعاُ التقدير والعرفان والإعتراف بهذا الدور العربي الأصيل
الأمر الذي صار يتوجب علينا جميعاً التقدير والعرفان والإعت ا رف بهذا الدور العربي الأصيل .
إن ما بنته دولة الكويت في قلوبنا من حب لها ونحن صغار هو ما جعلني ومجموعة من زملائي حين تم غزو الكويت في عام ١٩٩٠ م نخرج من الفصل الدراسي رافضين الدراسة بعفوية وتلقائية لأنه في ذلك الوقت لم يكن لدينا أي معرفة بالسياسة ولم نكن على د ا رية بما يحصل لأننا لأزلنا طلبه
في ذلك الوقت والى كون أننا ندرس بعيداً عن المدينة ولكن الإنزعاج في ذلك الوقت كان فطرياً وصادقاً ومقترناً بما ترعرع فينا من حب معرفي لهذا الوطن الشقيق, حيث قمت ومعي زملائي الطلبة بتحرير خطاب نطالب فيه بأن ندافع عن الكويت وأن نطلب بإ زالة العدوان وكنت بارعاً في ذلك حيث كنت من يدير الثقافة بالمدرسة ومن يعد الإذاعة الصباحية ومجلة العربي الحائطية التي كنت اعدها شهرياً وكنا نقتبس الكثير من المواضيع التي نقراها في مجلة العربي والمجلات والصحف الكويتية الأخرى .
وطلبنا من أحد سائقي السيارات التي تنقل الركاب من القرية إلى lدينة إب وهو سائق مثقف ومعروف للجميع وهو الأستاذ/ احمد محمد هايل .
أن يبعث بها برقياً وعبر البريد إلى كل الصحف اليمنية والى المسئولين في صنعاء وهو الأمر الذي تلقفه بعض السياسيون في صنعاء وقاموا بإعلان مايسمى باللجنة الشعبية للدفاع عن الكويت والتي شعرنا حين تم الإعلان عنها أننا كنا الداعين إلى ذلك والسباقين إليه ولكننا مجرد طلبة ولازلنا غير قادرين على عمل أكثر من ذلك .
وعندما عصفت الأحداث بوطننا الغالي اليمن ,لم تتأخر الكويت كعادتها وإنما سارعت لأجل لملمت الصف اليمني ورعت حواراً يمني ولازالت تبذل المساعي الحثيثة لأجل التقارب بين الأشقاء .
إنها الكويت , التي تعطي بلا أجندات وتحرص دائماً على الوقوف مع الإخوة في اصعب اللحظات لذلك نقولها دائماً إلا الكويت !
والآن وقد أصبحنا قادرين بمشيئة الله تعالى على إيصال صوتنا ورأينا فإنه صار واجب علينا أن نسطر مايحتلج في صدورنا من حب وتقدير وعرفان تجاه وطننا وأهلنا في دولة الكويت قائلين لكل من لايعترف بالوفاء ولم يُجبل عليه إلا الكويت .
إلا الكويت بلد العطاء والوفاء وبوصلة المعرفة ومنارة الثقافة وجسر التواصل العربي والعالمي ومركز العمل الإنساني ووطننا المعرفي الأول والسكني الثاني .
من رواية الكاتب تحت عنوان وطن المعرفة