منظمة فكر للحوار والدفاع عن الحقوق والحريات

شريط إخباري

مساحة حرة » رأي

“ هل يحمل سوتشي المقبل خروج القوات التركية المحتلة من الأراضي السورية؟ ”

( د حسناء نصر الحسين )

زيارة أردوغان لبوتين تمت بعد استلام أردوغان منصات الصواريخs400  وهذا يمثل السبب الرئيس لهذه الزيارة، بهذه الاثناء يرجع سبب توقيت الزيارة الى الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري وحلفائه في ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي، حيث تمكن من تحرير مساحات واسعة تتجاوز الـ 500 متر مربع خلال إسبوعين، من ضمنها منطقة خان شيخون الواقعة ضمن مناطق خفض التصعيد، ومحاصرة نقطة المراقبة التركية الواقعة بالقرب من منطقة مورك الاستراتيجية من قبل الجيش العربي السوري .

مع تقدم الجيش العربي السوري والقوى الحليفة في جبهات ريف حماة وإدلب تم إدخال إسرائيل التي لم تكن للحظة بعيدة عما يجري في سوريا لتحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد، وهذه المرة بدفع أمريكي غربي بهدف تعويضها عما خسرته في جبهات الجنوب السوري، لتقوم اسرائيل بسلسلة من الاستهدافات عبر طيرانها المسير للحشد الشعبي العراقي ومناطق في سوريا ولبنان بتوقيت متقارب، والهدف هو اعادة اشعال الجبهة الجنوبية لايقاف عمليات تحرير إدلب من الإهارب وهذا لصالح التركي بالمقام الأول، هذا  التحرك الاسرائيلي زامنه تحريك للجماعات الارهابية لتستهدف قاعدة حميميم الروسية بطائرات مسيرة أمريكية الصنع .

ولا يتوقف التعويض الامريكي الغربي التركي لإسرائيل عند هذا، فإصرار هذه الأطراف على ما يُسمى  بالمناطق الآمنة في الشمال السوري يحقق مشروع أمريكا في تقسيم سوريا ويعمل على مد اسرائيل بالنفط السوري المتواجد في تلك المنطقة عبر اكراد سوريا ومن ثم إلى كردستان العراق ومن ثم الى تركيا وعبرها إلى اسرائيل ، وهذه هي الخلفيات الحقيقة للإصرار الامريكي التركي على تحقيق ما يُسمى بالمنطقة الآمنة في الشمال السوري، ومصلحة التركي هنا تتمثل في الخلاص من المهجرين السوريين وفي نفس الوقت الخلاص من الخطر الكردي، والأخطر هو المخطط من قبل كل هذه الأطراف ممثلا بخلق كيان معادي جديد في شمال سوريا لكسر محور المقاومة عبر استهداف النقطة الواصلة بين طهران وبغداد ودمشق وبيروت .

ولا يمكن اغفال حجم المكاسب الروسية لزيارة أردوغان لبوتين من إمكانية شراء أردوغان لمنظومات الطيران الروسية سو35 وسو57 والتي تعتبر فخر الصناعة الروسية الجيل الأحدث، في الطيران الحربي الروسي الى جانب حوامات روسية الصنع، وعلى المستوى الاقتصادي كسب بوتين مليارات الدولارات الخاصة بصفقات التسليج للجانب التركي، وعرض بوتين على أردوغان مشاركة تركيا في مجموعة بريكس الاقتصادية،  ليزيد الخلل الواقع في العلاقات التركية الأمريكية، وبما أن تركيا شركيا في تصنيع الطائرات الأمريكية f35 هذا الأمر يكبد كلا من تركيا وأمريكا مليارات الدولارات بسبب رواج الصناعات الروسية وإقبال جزء من السوق الدولية عليه، في خطوة تستهدف بشكل مباشر سوق السلاح الامريكي، وبهذا استطاع بوتين إحداث فجوة كبيرة بين دولتين تمثلان العمود الفقري لحلف الناتو، مما دفع بالولايات المتحدة الأمريكية لدعم هيئة تحرير الشام(أبومحمد الجولان) التي كان قد وعد أردوغان ضمن اتفاق سوتشي بحلها وتفكيكها، ليحدث خللا أيضا في العلاقات التركية الروسية، ويُحرج أردوغان باعتباره نكث بوعده لبوتين ضمن مسار سوتشي، لتعود جبهة إدلب للمواجهات العسكرية بين الجيش العربي السوري المدعوم بسلاح الجو الروسي والإرهابيين في تلك المناطق، وهذا ما حصل عندما حاصر الطيران السوري والروسي رتل القوات العسكرية التركية القادمة لدعم النقاط التركية الموجودة في مناطق خفض التصعيد، وكانت هذه رسالة الأسد لأردوغان عندما قامت نقطة مراقبة تركية بإيواء عربات عسكرية تابعة للجماعات الإرهابية.

بالنتيجة يظل الحسم العسكري والذي تملكه القيادة السورية هو الفصل ، وهو ما سيكون أحد عناوين اجتماعات سوتشي القادمة ، ولا عجب إن جاءت نتائج هذه الاجتماعات المقبلة لتكفل خروج آمن للقوات المحتلة الأمريكية والتركية من الأراضي السورية، والأيام القادمة ستكون حبلى بمفاجأت من هذا النوع ولا غرابة في ذلك ما دامت الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري مستمرة فهي الراسم الحقيقي لخارطة المنطقة .

أترك تعليق

تبقى لديك ( ) حرف