لا احد يتقن المبادرات التاريخية كالامارات ولا احد كالامارات يستشعر الاخطار التي تهدد المنطقه وتقوض السلام والاستقرار الدولي لذلك سخرت وتسخر الامارات كل امكاناتها وجهودها في سبيل إرساء قيم الحوار والتسامح وتعزيز السلام وتكثيف الجهود في مكافحة الارهاب وظواهر التطرف وتجفيف منابعها.
من هنا تأتي الأهمية الزمانية والمكانية للزيارة التاريخية لسمو الشيخ محمد بن زايد الى الفاتيكان ولقائه بقداسة البابا والتي حملت رسالة الامارات الى العالم بترسيخ القيم السامية ووضع الحلول المناسبة لكل الظواهر والعوائق التي تهدد استقرار المنطقة والعالم وذلك عبر واحدة من اهم المؤسسات والمراجع الدينية في العالم التي اضطلعت بدور ايجابي في التصدي لمحاولة التحريض ضد المسلمين وهو ما يشكل عمقا" في رؤية الامارات نحو ضرورة قيام المؤسسات الدينية بدورها في مكافحة الظواهر السلبية.
من هذا المنطلق لابد للمتابعين والصحافه العالمية اليوم ان تقرأ هذه الزيارة من خلال العناوين العريضة التي تضمنها المؤتمر الصحفي للشيخ محمد بن زايد والتي يدرك الجميع ضرورتها في ضوء تحديات المنطقة وانتشار جرائم الارهاب والتطرف وهو الامر الذي يستدعي التشاركية في الجهود الدولية من اجل تحقيق السلام والاستقرار في العالم ايمانا" من الامارات بان هذه المشاكل العالمية لاتثمر الجهود الفردية في مكافحتها ووضع الحلول المناسبة والجذرية التي تنطلق من تشخيص المشكلة واسبابها الفكرية والاجتماعية والاقتصادية وايجاد الحلول اللازمة لها.
وهو ما استعرضه الشيخ محمد بن زايد حول تجربة الامارات في وضع البرامج والحلول لمعالجه مشاكل الفقر والجهل والعنف وثقافة الكراهية فقدمت الامارات نموذجا" يحتذى به ووطنا" يتجاوز حدود العرق والدين و اختلاف الثقافات ويجمع بين سياجه 200 جنسية في نموذج تعايشي فريد يسوده روح المحبة والوئام.
فهل ستصل رسالة الامارات بالسلام والتعايش الى العالم ام ان العالم سيظل رهينة للصراعات الايدلوجية التي لم تقدم سوى المزيد من الدمار والدماء؟