تحتفل اليوم سلطنة عمان بالعيد الـ48 ليوم النهضة، يوم الإنطلاقة نحو المستقبل بكل ثقة وإخلاص لمسيرة حافلة بالإنجاز والعطاء تناهز نصف قرن من القيادة التاريخية والإستثنائية لجلالة السلطان المعظم قابوس بن سعيد.
48 عاماَ كانت كافية بقيادته الحكيمة أن تضيف تاريخاً مستمراً وحيوياً لتاريخ ضارب في الأعماق وإرثاً حضارياً قل نضيره في العالم.
ولانها نهضة فقد كانت متكاملة تتضافر فيها القلوب بالإخلاص والولاء ، فرسمت السلطنة لوحة تتكامل فيها التفاصيل والمفردات فتلقي بظلال خيرها على المنطقة والعالم فتربعت الريادة في العديد من المجالات.
ولانها نهضة تستند الى إرث حضاري وتاريخي فإن عواملها لم تنفصل عن التكامل في كافة الجوانب الإجتماعية والإقتصادية والسياسية.
في كافة المؤشرات العالمية يشكل وعي الإنسان مقياس اساسي في تقييم نهضة الأمم، بإعتبارة العامل الرئيس في تحقيق اي نهضة، لذلك كان الإنسان هدفاً في سلطنة عمان لايقل عن الأهداف الإقتصادية والسياسية التي رافقت الـ48 عاماً من النهضة.
ولأن حالة الوعي الإجتماعي شكلت الركيزة الأساسية للمؤشرات الإخرى فقد رسم الإنسان العماني نموذجاً متميزاً في الوعي والتعايش والأخلاق والعلم والعمل، ورسم الصورة المشرقة والجميلة للسلطنة، ويعمل بكل جد في تقديم هذه الصورة والمحافظة عليها ويدرك بكل حب ان "الإنسان مرآة وطنة" وان كل مواطن هو سفير للوطن وإن لم يكتسب الصفة الرسمية.
في واقع المشهد لايمكن لاي انسان ان تتشكل لديه صورة المواطن العماني الإبصورة واحدة " ذلك الإنسان الذي يحمل غصن زيتون ويبتسم " ، حتى تلك الخناجر التي تتوسد خواصرهم لم تعد إرثاً تاريخياً فحسب بل " ورد سلام وهدايا حب الى العالم"
وعندما نتحدث عن الإنسان العماني فإننا لا نقصد الرجل فحسب ، بل الرجل والمرأة ، فالمرأة تساهم بكل فاعلية في بناء هذه النهضة والصورة المشرقة وخطوات النهضة تسير بترافق رشيد وحكيم مع سياسة تمكين المرأة ، وقدمت عماناً نماذج فريدة من النساء اللواتي تزاحمت اكتافهن بكل حب لبناء عمان ورسم اهداف مستقبله.
هذه الصور المتكاملة هي انعكاس طبيعي للواقع العام للسلطنة وسياستها التي اتسمت بالحكمة والسلام والحوار والعمل الجاد والدؤوب على اطفاء الحرائق السياسية والأزمات.
فهي " اي السلطنة " على مسافة واحدة من الحكمة في كافة الملفات الإقليمية والدولية التي من الصعب الحديث عنها واحصائها الأن وسبق ان تطرقنا لها في مقالات سابقة، فعمان تنطلق من قاعدة المساهمة بالخير ولا تتأبط الشر لأحد.
ولذلك أنعكس هذا الوعي الإجتماعي والإستقرار والحكمة السياسية ايجاباً على الجوانب الإقتصادية والتنموية فتصدرت السلطنة مراكز متقدمة في المؤشرات العربية والإقليمية والدولية وبمراتب تنافسية تدعو للفخر والإعتزاز وترسم تكامل الصورة للنهضة المظفرة التي تعمل على تحقيق الأهداف الوطنية في التقدم والرقي والإزدهار.
كل عام وسلطنة عمان قيادة وحكومة وشعباً بألف خير ، مع تمنياتنا بالمزيد من التقدم والنجاح في كافة الجوانب.