أعلنت الحكومتان الأمريكية والمغربية في مدينة مراكش عن برنامج بقيمة 100 مليون دولار لدعم تعليم الفتيات الصغيرات على هامش زيارة السيدة الأمريكية الأولى ميشيل أوباما إلى المغرب. وقالت أوباما الثلاثاء 28 يونيو/حزيران، خلال لقائها بفتيات مغربيات يتابعن دراستهن في مراكش، "أنا فخورة جدا لاشتغال الولايات المتحدة مع الحكومة المغربية لجعل هذه الاستثمارات الجديدة في خدمة تثقيف وتمكين الفتيات في جميع أنحاء المغرب، وهي استثمارات ستساعدهن على النجاح في عملهن وبلوغ طموحاتهن". أطلق كل من ميشيل وباراك أوباما في البيت الأبيض في مارس/آذار 2016، مبادرة "دعوا الفتيات يتعلمن"، وهي مبادرة تسعى إلى معالجة الحواجز التي تمنع أكثر من 62 مليون فتاة في شتى أنحاء العالم من التعليم ولا سيما الفتيات القاصرات. والتقت أوباما اليوم مجموعة من الفتيات في دار ضيافة تقليدية في مدينة مراكش، وشارك في اللقاء عدد من الشخصيات المغربية، كما حضرت الممثلتان الأمريكية ميريل ستريب والهندية فرييدا بانتو المعروفتان بنضالهما في الدفاع عن حق الفتيات في التعليم. وخاطبت ميشيل أوباما الحضور بالقول "أنا هنا لأضيف أصواتكم إلى هذا الحديث الذي نتشارك فيها مع الفتيات اليافعات عبر العالم، وخصوصا في الولايات المتحدة". ورأت أن "أسباب ترك الفتيات المدرسة تختلف من مجتمع لآخر، فمنها ما هو ثقافي ومنها ما يتعلق بالإمكانيات، لكن نحن هنا اليوم نعمل على تجاوز كل هذا". وأوضح البيان الصادر عن مكتب السيدة الأولى أن "(مؤسسة تحدي الألفية الأمريكية)، وبشراكة مع الحكومة المغربية، أعلنت عن استثمار ما يقرب من 100 مليون دولار لدعم نموذج جديد للتعليم الثانوي في المغرب". وبحسب البيان، يتوقع أن يستفيد من هذا الاستثمار "حوالي 100 ألف طالب بينهم 5000 فتاة في سن المراهقة من خلال أنشطة من شأنها أن تلبي احتياجات التعلم لدى الفتيات في هذا السن". ووصلت ميشيل أوباما إلى مدينة مراكش ليلة الاثنين الثلاثاء برفقة ابنتيها ماليا وساشا، واستقبلتهم الأميرة سلمى، عقيلة العاهل المغربي الملك محمد السادس. وبحسب آخر إحصاء للسكان قامت به المندوبية السامية للتخطيط في المغرب، ونشرت نتائجه في 2015، فإن تعليم الفتيات من سن 7 إلى 12 سنة انتقل من 77.5 بالمئة سنة 2004 إلى 94.1 بالمئة سنة 2014. وتنتشر في قرى المغرب نسبة 60 بالمئة من النساء الأميات، وتشكل الفتيات الصغيرات في هذه المناطق أكبر شريحة من نسبة الأمية بنحو 2.5 مليونا. وتكمن المشكلة الرئيسية بالنسبة إلى فتيات القرى المغربية في عدم القدرة على متابعة الدراسة الإعدادية والثانوية بسبب غياب البنى التحتية والمؤسساتية، إضافة الى انتشار الفقر واستمرار ثقافة المحافظة.